يسكن في درب الدفوف...... المشهور بمول الكيف الذي يقيم في قاع الدرب يسارا قبل الدار الأخيرة ...كان الزبائن يدقون ...فتفتح طاقة صغيرة في الباب ...تمتد منها يد تأخذ النقوذ بعد أن يطلب الزبون تويلته....كثيرا ما كانت تفتح هذه الطاقة بدون جدوى إثر طرق الأطفال المتعمد للتمتع بالمشهد ...لم يستمر وضع مول الكيف طويلا في هذا البيت ...تم إلقاء القبض عليه ربما لخصام بينه وبين أحد زبائنه ...أو ربما بسبب مضايقته للبزناسة الذين يبيعون الحشيش في معيدة حوحو وظهور لحوانت ...أو ربما لأنه لم يحترم لعبة الكواليس مع من يغطون عليه....
القاطنه يسكن بدار للاخدوج ماين مولاي أحمد شويرفة الدار الثانية يمينا .. بعد داردريس شلفاط ...للا خدوج غادرت لتسكن في حي راق بالمدينة الجديدة قرب محطة القطار قريبا من مقر عمل ابنتها بليسي ميكست ...لتكري السفلي لفاطمة الزرايبية مرات الخياط ... والفوقي لخديم الشلح والقاطنة مع أمه وأخيه المتزوج مثله ...
القاطنه شخص طويل القامة ...بشوش وخجول عندما يكون ساحيا ...كان يعمل جنديا بظهر المهراز ...وهو نازل إحدى الليالي من العمل على دراجته النارية موبيليت وسط الغابة عبر الطريق الجبلية إلى لافياط ..وضعوا له سلكا مربوطا بين شجرتين ...سقط وضربوه بسكين في بطنه...إثرها نقل لمستشفى الغساني الذي يوجد بظهر المهراز قريبا من القشلة التي يشتغل فيها ...مكث طويلا بالمستشفى ... إصابته كانت خطيرة أثرت على صحته وظروفه المعيشية...فقد عمله كجندي ليجد نفسه عاطلا عن العمل يغرق في شرب النبيذ الردئ الفراكة ...
تمكن من الإشتغال في بار الماص بالمدينة الجديدة ...حيث يجمع قنينات البيره التي يتركها رواد النادي مرمية على العشب ...يضع بعضا منها على سور النادي ....يخرج ليأخذها لأقرب بيسري مقابل قنينة فراكه ...يرجع ليتم عمله في النادي ...
يعود بالليل متأخرا لفاس الجديد ...يمر من الشارع الرئيسي...كلما مر بمجموعة سلموا عليه ورحبوا به ...مرحه معهود لدى الجميع....من باب السمارين مرورا بباب حومة مولاي علي الشريف يمينا ومعيدة حوحو يسارا ودروج العدول حيث الشجرة الكبيرة المقابلة لجامع البيضا ثم باب فران ضويو وباب ظهور الحوانت ....ماراطون طويل يتلافاه أحيانا بالمرور عبر طريق آخر .....
مرة حين اقترب من قبة السوق أطل على حومة باب الكًارة المقابلة لحومته سيد الصواف ...وجد تجمعا من العزارى
مقصرين... جالسين على كراطين ...كان الفصل صيفا والجو حار...فاجأهم ...آو سابكَ عليكم البق ...انفجر الدراري ضحكا ...بعض المنازل المبني سقفها من الخشب في الصيف يهجم فيها البق ...نادوا عليه ليمتعهم بعض الوقت ....تردد في الأول بدعوى العياء لكنه استسلم تحت إلحاحهم ...قال أحدهم ...آآلقاطنة عاود لينا على المخيم ...هنا تبدأ سلسلة من المغامرات ويتعالى الضحك ....فيبدأ
مشاو شي دراري ولاد مولاي عبد الله يخيموا ف طنجه....
حي مولاي عبد الله يطلقون عليه صندوق د لوقيد حي كبير له بابان ملتصق بالقصر ....مدخله من لحبييل ومخرجه على المقبرة الطريق المكناسية المؤدية لواد فاس....حي له فرقته الكروية الإتحاد الرياضي الفاسي ...وفاس جديد الوداد الرياضي الفاسي ....علاقة تطاحن مستمرة بين أبناء الحيين بسبب كرة القدم ....
يضيف القاطنه تركوني أبيت في باب الخيمة أحرسها كالكلب...لم يكن لدي نقود ....أشتغل مع مول السفنج صباحا ومساء .....تتعالى ضحكات الأولاد ...يطلبون منه حكايات السطاد ...يردف ...مرة وأنا داخل للملعب أقبل الشرطي على تفتيشي وبحوزتي ورق النيبرو ...أخذته من جيبي ولوحت به في وجهه ....الورقة الحمراء ...انفجر الشرطي ضحكا ....وتركني ...
يضيف كنت أتفرج على كرة السلة فرمى اللاعب الكرة تجاهي على المدرج ...وضعتها تحت قميصي ...وأنا أردد هاذي كرة ديال بنتي للا مريم ...غالبا ما يفاجئ الناس بسلوك مضحك غير متوقع ....
يترك الدراري جالسين في باب الكَاره ...ليدخل لسيد الصواف ...في باب درب الدفوف حيث يسكن يجد بعض الأولاد يغنون المشاهب يعرفون أنه مهووس بأغنية هذا شنو آلاله هذا شنو خاصة هذا المقطع..يستدرجونه بهذه الأغنية التي لا ينتهون من ترديدها ...كلما هم بمغادرته رددوا المقطع ليعيده معهم ...يتركونه ينصرف حتى يقترب باب بيته ثم يعيدون المقطع يرجع مرة أخرى ...تتكرر العملية حتي يتوسل إليهم بتركه يذهب لينام ....
بعده بقليل يأتي أخوه ستيف ماكوين أو بيدار كما يلقبونه ...من ذوي الحاجات الخاصة يمشي كأنه راكب على دراجة ...يطلب من الدراري أن يعطوه بعض النقود ...خسر كل ما حصل عليه من مهنة الإسكافي في شرب الفراكه ...يردف ...دور مع خوك راه عندي ماريو ديال الذهب ...كثيرا ماردد هذه العبارة ليعرف الأولاد في الأخير أن ماريو ديال الذهب هو أمه ....هكذا تنتهي الأمسية على إيقاع أخ القاطنة ستيف ماكوين .......
نجيب أمين
أزمور
.03/06/2012