***موال في زمن الضياع
**تمرد النوم كعادته ووقف خلف الباب يخرج له لسانه ساخرا بين الفينة والأخرى فتكوم على السرير يكلم نفسه ، وبين أصابعه سيجارة تحرق ما تبقى من دمه، وتسحب مع كل نفتة ذرات من أكسير حياته . يفكر في طيش اللحظة الهاربة من وعد بالأمان كالضوء الراكض في تلافيف الظلام المتدفق بين بين ضفتين من نار وثلج.لم يعانده اليومي؟ فيتمدد في الشهقات المرصودة للتيه في مغارة ممتدة في تضاريس العيش المخادع.
تتورم خيالاته وتتخمر ، لتفيض على جنبات نفسه المعشوشبة بشوك الصبار، الصاعدة في برج الصمت الصارخ في وجه الريح الطافية على سديم النار المتأججة في أتون الأحلام المحترقة في قطب الواقع المائل نحو السقوط في بؤرة شتاء غيم أحمر يعربد في صباح ضبابي يبشر بقلق ،مخاتل يناوشه كذباب فط كي يتذكر سيل أخطائه وخطاياه. وضلالاته العمياء.
هو الآن يقف أمام الحقيقة الحقيقة العارية المتوهجة ، تسلقه نظرات الندم الممض ، هو الآن يحتاج إلى أكوام من الصبر، يستعيرها من خزائن" أيوب"المفعمة بعنف الابتلاء، وإلى خطا ثابتة لاتهوي تحتها صلابة الروح، وإلى ورقة من نسج الحقيقة يكتب عليها قلم التحدي أبجدية المواجهة ، ليخلخل الأشياء ، علها تلقي بشيء من الأمان يمحو ماعلق به من حشود الليل وهم الوقت ،وتفني الطل الكئيب ليومض في خلايا روحه ألق جديد يبلل لسانه بريق الأمل العذب، ويبعث من عمايات الغيب تباشير فرح يقفز فوق السرير، ويخترق الجذران الحديدية التي صنعتها أصابع الليل الوحشية.
أغتالته السيجارة العشرين ، ألقى العقب بلا مبالاة . ثم تناول قلم التحدي ليكتب أبجدية المواجهة ، وليخلخل الأشياء .. ويستقبل يوما جديدا بروح التحدي.