يمتد شوقي لك، حينما تغيب عني، حتى يحيط بالكوكب الذي سميناه اتفاقا كرة أرضية.. يغلفها بغشاء لا يشبه طبقات الأوزون ولا يؤثر فيه تلوث قلوب بني ادم وبنات حواء..
يتمدد فيها بفعل الحرارة التي تنبعث من جهاز إرسال ذبذبات وجدته مختبئا في الجانب الأيسر من صدري..
يحلق مسافرا إليك وتحته تطير كل أشواق العشاق التي تحاول الامتداد دون جدوى، فتعود بعد أن تعييها دورة تحليق لم يكتب لها أن تمتد في المكان والزمان...
اشتاق لك فيتمدد داخلي الحنين.. يحتل كل مساحاتي الداخلية..
يمتد حنيني لك عبر الشرايين والأوردة وأعضائي الحيوية، وتلك الأخرى التي تمتد داخلها فاتحا، غازيا، مانحا إياها صكوك الغفران، واعدا كل جزيئة منها بعسل معتق.. عسل تمدد داخلي آلافا وسيتمدد آلافا أخرى بغير عدد..
تتمدد في حنايا القلب ممتدا بدون منازع..
تمتد في ثنايا العقل متمددا بدون منازع..
تمتد الآن فيّ امتدادا آخر.. يحرك شيئا بداخلي.. يتحرك داخلي..
تتمدد بطني...
حسب حساباتنا الأولية فقد بدأت عملية التمدد منذ ثلاثة أشهر ونيف.. وحسب الآلات المتطورة للحكيم الذي قصدناه عشية البارحة، س"أعصر" "شهدا" في مطلع السنة الدراسية المقبلة، وهذا يعني أني سأؤجل بحثي حول الصحراء إلى ما بعد موسم قطف الشهد ..
كم أريد قطف "شهدة عسلي" الآن.. وكم هو صعب هذا الانتظار..!!
لا تفارقني تلك الصورة التي رأيناها مصغرة بالأبيض والأسود عبر شاشة الحكيم..
لقد كانت "شهد" "كريمة" معك يا "حميد".. تركتك تتطلع إليها بكرم، ومدت يدها لك بالسلام بكل حب..
لا أدري ما قالته لك من كلام.. فقد رأيت ابتسامتك ممتدة طيلة الفترة التي زارتنا فيها ابنتنا قبل أن تقرر أن عليها الذهاب لأن وقت النوم حان..
اشعر بها تتمدد داخلي بكسل.. اشعر بها تمتد داخلي بحب..
"شهد"...
امتدي نهرا من عسل.. تمددي عصارة حلوة..
كوني ترياقا غذّاه نحل لم يرض بغير رحيق أفضل الزهر لك غذاء.