***** *** أتفصد حزنا ،في هجير الغياب ..اتنهد هما ازفر غما... وشجرة وارفة الذبول تجتر ما تبقى من أيامها تنتظر فأس حطاب متوجس، وعصفور عجوز ينوح على أطلال عشه المتهالك .. ومن الأفق البعيد تتهادى سحابة وحيدة متجهة نحو الغرب.ونسمة باردة منعشة تتفادى مجالي الجوي. وعلى الطريق بقايا إنسان ينشد جرعة ماء وكسرة خبز .. وقناة تسبح في بحر من دماء ..
لازلت أتفصد حزنا ، أبحث عن بسمة بين ركام الأحزان ..فلا أجد إلا فيضا من دموع ، وصدى صرخات آتية من ساحات الموت ، حيث مهرجانات قتل الأطفال ، والاغتصاب والهدم تتوهج .. هاهي الشجرة الذابلة تهوي تحت ضربات الحطاب .. وهاهو العصفور العجوز يموت نواحا ليصبح من مكونات أطلال عشه..وقد اختفت السحابة الوحيدة ، وذابت النسمة الباردة في الهجير. وها أنا أغرق في بحر من أسى ودموع.. منتظرا سلاما قد يأتي أو لا يأتي...