همس على زجل
--------------------------------------------------------
تقول الناقدة الفرنسية سوزان برنار (إن الشعر يدهشنا بتعدد الأشكال التي يظهر بها.)
ويقول الشاعر البرتغالي فرناندو بيسوا (كن شاعرا في كل ما تفعله...) ، كن شاعرا خارج النص قبل أن تكون شاعرا فيه.....
يقول محمد الماغوط (أحاولُ أن أكون شاعراً في القصيدة وخارجها، لأن الشعر موقفٌ من الحياة، وإحساسٌ ينسابُ في سلوكنا.)
من هذا المنطلق يعتبر شعر الزجل أكثر ارتباطا بالواقع بحكم لغة التداول اليومية التي ينحت منها صوره ويصوغ عبرها معانيه ، وإن تعددت تجارب شعر الزجل بين حداثي وغيره ، حسب ثقافة وقناعة واختيار كل زجال ... وهو شعر ينم عن قيم جمالية وإبداعية وصور رائعة ، لا نجدها أحيانا في الشعر العربي الفصيح....
يقول ذ. سليمان الأزرعي في تقديمه لديوان الشاعر السوري شاهر خضرة (...نتحدث عن الشعر المحكي / الزجل ...الشعر الذي إستلهم جماليات ربما عجز عنها شعر الفصحى...وعن معان فكرية بعيدة العمق...وعن رقة وسم في التعبير توقف عنده شاعر الفصحى بانبهار وعجز كبيرين...) ديوان شاهر خضرة سونيتات شامية / ص.7
...لكن الشعر إذا مال نحو البساطة في مستواه التخييلي ، تتقـلص المسافة بين اللغة الشعرية القائمة على الإنزياح واللغة التداولية.... ويرى الكاتب والناقد والشاعر البريطاني صامويل جونسن أن هذا النوع من الشعر يعبر عن الأفكار دون إرغام اللغة ....
إن الكتابة الشعرية أساسا إحساس بتاريخ الكلمات خارجا عن الحدود الدلالية التي رسمتها المعاجم،أو لغة التداول اليومية،تتعدد بتعدد التجارب الشعرية ...
فجمال لغة الشعر يعود إلى نظام المفردات وعلاقاتها بعضها ببعض ، وهو نظام ...يتحكم فيه الإنفعال والتجربة حسب رأي أدونيس ......ناهيك عن الجودة...
إن الشعر إزعاج للغة السائدة المألوفة حسب الأديب الأمريكي ماتيسن فرنسيس أوتو...عبر بصمات تجارب متعددة لها مرجعياتها وأسسها ...
من هذا المنطلق أبت جمعية (جامعة المبدعين المغاربة) إلا أن تبقى وفية لتقليد يفسح الفرصة أمام تجارب إبداعية متنوعة عبر أضمومات ، الشعر أو الزجل...
وتأتي هذه الأضمومة الثانية للزجل (حوض لكلام) بعد الأضمومة الأولى (عرصة لكلام) لتجعل القارئ يقف على هذه التجارب الزجلية...ويقيم نوعا من المقارنة الدياكرونية لنصوص الأضمومة ...والمقارنة الساكرونية مع التجربة السابقة ...
باختصار شديد الأضمومة فرصة للولوج لعمق أسئلة القصيدة الزجلية ..خصوصياتها ...طرق الإشتغال ...تعدد التجارب...المدارس الزجلية أو الإمتدادات إن صح التعبير...للقارئ فرصة الإكتشاف...وتحريك السجال النقدي الموضوعي...دفعا بالقصيدة الزجلية نحو آفاق أرحب.
ذ.نجيب أمين
أزمور الإثنين 06/05/2013
تقديم لأضمومة زجلية (حوض لكلام) / الموقع الصديق جامعة المبدعين المغاربة .