من مذكرات "" اشعيبة"" المغربي

*****

عيد أضحى مبارك سعيد

https://warachate.yoo7.com

كل سنة وأنتم مبدعون متألقون

*****

*** نثمن جهود كتابنا في تطوير منتداهم ، وتأثيته بإبداعاتهم ..

راجين أن يتفاعلوا في ما بينهم وذلك ، بالقراءة والتعليق والنقد الأدبي البناء..

شكرا لكم جميعا

رسالة محبة وعربون وفاء للحرف الأصيل فينا ...

بعبق كل حرف ...

بنسمة كل إبداع ...

بصدق كل تعليق ...

نساهم جميعا في الإرتقاء بالمنتدى .....

تحية إبداع راق أصيل

ورشات الإبداع والثقافة والفن

عدد المساهمات : 436 تاريخ التسجيل : 13/08/2012

**** من مذكرات اشعيبة

**** غادر اشعيبة بيته العامر بالضجيج ..ميمما شطر مدينة أكادير لحضور اجتماع فني .. بسمل وحوقل ثم نزل من "" الطاكسي "" قرب ضريح المرحومة .. المسماة قيد حياتها ب"" سينما السلام "" فترحم عليها وعلى أيامها ، وتصدق بما تيسر على بعض المتسولين ، والمشردين .الذين اتخذوا من الضريح مسكنا .. وبعد رفع ما استوجبته مكانة المرحومة من دعاء ، تذكر فقيد المسرح المغربي الشهيد "" ...المسرح البلدي "" بالدار البيضاء. فذرف بضع دمعات.. ثم قصد مكان الاجتماع في مقهى من مقاهي عروسة الجنوب ... أجال عينيه فلم يجد أحدا من المدعوين ، لكنه التمس لهم الأعذار ، وبعد ثلاثين دقيقة غادر متجها نحو حديقة "" ابن زيدون "" مؤملا أن يقضي فيها لحظات هدوء وتأمل . بين الأشجار وشدو العصافير .. لكنه لما حل بها راعه ما أصابها من إهمال ، وما تناثر فيها من أزبال .. ومن هشيم الأشجار الذاوية ... وما اختبأ في جنباتها من مشردين .. وعشاق .. فدعا دمعات حارة سالت على صدى تنهيدة حزن وأسى. توغل اشعيبة في الحديقة ، فعثر بمناطق ما زالت يانعة ، تتيه باخضرارها ، وترقص على نغمات شدو العصافير ... محتضنة مواكب من نحل وفراشات وحمائم ... أعجبه المنظر فافترش العشب ... وفتح دفتره الأثير عسى الإلهام يقود له كلاما يعبر به عن تلك اللحظات الجميلة .. وبينما هو كذلك إذ وقف عليه عملاق مارد ، حجب عنه _ بجسمه الضخم_ الشمس والهواء .. خفق قلبه خوفا ... وكساه عرق بارد ثم أحس برعشة رعب... حدق فيه العملاق مليا ثم خاطبه بصوت خيل إليه أنه هز الحديقة : استاذ اعطني 5 دراهم ..أسقط في يد اشعيبة ،فهو لايمتلك إلا 200 د ودرهما واحدا .. فإذا قال للمارد ليس معي إلا درهم واحد ...فقد لايصدقه ، ويضطر إلى تفتيشه ، فيسلب ل200 درهم وهي كل رأس ماله في أواخر الشهر... لكن الرجل قنع بدرهم ودعا ل لشعيبة بالخير وطول العمر ..
بعد ذهاب الرجل أطلق اشعيبة ساقيه للريح ناويا الرجوع إلى بيته سالما.. وفي محطة سيارات الأجرة ، أحس بالجوع فعرج على مقهى اعتاد الجلوس فيها ... أتاه النادل بقهوة " السيباري"" و الهلالية المعتاد ة ....
فرغ من مزج القهوة بالحليب ، ثم انبرى لتقطيع الهلالية الشهية الساخنة . وعندما انتهى .. مد يده إلى الكوب ، فسبقته يد معروقة رفعت الكوب ، وأفرغته في فم مفتوح ، ثم رمت به إلى قارعة الطريق ، وعادت لتختطف قطع الهلالية وتختفي في الزحام.

عدد المساهمات : 468 تاريخ التسجيل : 13/08/2012

سفر إنتقال من حال لحال أفضل وأحسن ...سفر في المكان وسفر في الزمان نوستالجيا وحنين للحياة التي كانت تملأ أمكنة في الذاكرة / سينما الأمس الحياة و الفرجة - اليوم الموت ...مرتع للمتشردين ....عبرها انتقال لمكان آخر له أكثر من دلالة في ذاكرة المسرح المغربي / المسرح البلدي بالبيضاء...إشارة إلى إهمال الثقافة قتلها وإقبارها ....وقتل الجمال من خلال الإشارة إلى وضعية الحديقة ...لم تسلم أماكن التربية على الجمال ولا الجمال نفسه متمثلا في الطبيعة ...وضعية التهميش والتسول تعميق همجية الإنسان بشكل ممنهج .....شكرا لهذه الإطلالة العميقة من خلال شخصية اشعيبة ...تصغير الكلمة ببعدها الدارجي الشعبي الذي له أكثر من دلالة دمت مبدعا راقيا السي مصطفى

عدد المساهمات : 436 تاريخ التسجيل : 13/08/2012

**** تحليل دقيق للنص .. نابع من قراءة عميقة ووازنة من قاريءمتمكن... شكرا أخي.

عدد المساهمات : 293 تاريخ التسجيل : 14/08/2012

لقد كانت رحلة مؤلمة تقارن بين زمن جميل مضى وزمن متعفن طغى
بورك القلم الفياض

» ***مذكرات فأر مثقف
» من روائع الشاعر المغربي '' محمد علي الرباوي''
» "خيط من شتا(ء)" إصدار زجلي للمبدع المغربي ميمون الغازي
» ن روائع المسرح المغربي : " الحراز" /عبد السلام الشرايبي /الطيب الصديقي.
» . الصورة النموذج في الزجل المغربي المعاصر ملاحظات في تجربة الشباب