بادرة مهمة من حيث التفكير في تعميم التجربة الزجلية من خلال الصالونات المتنقلة. لكن أهميتها الكبرى تكمن ليس فقط في التجريب وإنما في السهر على استنباتها لتأصيل مجموعة من الضوابط تؤسس قواعد تفتح أمامها آفاقا تميزها ككيان مستقل بذاته هاجسه الإستمرارية...
كان من الأولى الإنطلاق من أرضية أو تصورمسبق، تساهم في إثرائه اقتراحات الزجالين الشعراء، كنقطة تمفصل توحد مختلف الرؤى لهذا الجنس الأدبي، مستفيدة من التراكمات السابقة لتميزه عن ألوان تنعت بالزجل: كالعيطة، ما يؤلف للأغاني، وأشكال أخرى تمتح من مأثور اللغة اليومية في غياب المتخيل الشعري....
إذن نتفق مسبقا أن هناك انفلات يعيشه هذا الجنس، من حيث ضبطه أولا، والتأريخ له ثانيا من جهة، ومن جهة اخرى عدم اهتمام النقاد والدارسين به.. اللهم محاولات لم تخرج عن الدراسة الأكاديمية لبعض البحوث الجامعية في مقاربتها بأدوات مناهج الدراسة الأدبية أو بعض الدراسات القليلة جدا...هذا التهميش ساهم دون وعي منه في تشكيل عوالم متعددة للتجربة الزجلية. بمعنى لم تخندق في تيارات أو مدارس تحد من تدفقها ( كلَّ يلغي بَلْغاهْ)
من هذا المنطلق أقترح:
1_ تشكيل لجنة مركزية من الإخوان الزجالين الذين بلوروا هذا الملتقى وسهروا على ميلاده ولا أعتقد انهم لم ينطلقوا من نقاش مسبق وفعال فكان من المفروض أن يصاحب الدعوة إلى الإقتراحات التي ستفعله. كما سبقت الإشارة، وأن ينصب اهتمامها على إرساء دعائم التجربة الزجلية شعرا ونقدا..بعيدا عن أية حساسية سياسية أوخلفية إيديولوجية لكي لا يتم قتل هذا المولود، والتجارب كثيرة ( الرابطة مثلا ) وجمعيات إبداعية وثقافية...بمعنى استحضار هذه المحاولات السابقة لإيجاد صيغ بإمكانها مواجهة الصعاب التي تعترضها..
ومن همها أيضا صياغة قانون تنظيمي يلتزم به الجميع في أفق تحديد غاياته وأهدافه من الصالونات الزجلية...
2_ إنشاء خلايا جهوية وإقليمية تنضبط للقرارات التنظيمية في تحركاتها ولها صلاحية الإشتغال حسب خصوصية المنطقة التي تنتمي إليها في التنسيق مع جمعيات محلية ثقافية وفنية أو توفير فضاءات الأنشطة وفق برنامج متفق عليه مع اللجنة المركزية يضمن نجاح الصالونات الزجلية...
انتقاء أعضاء هذه الخلايا ممن يتحلى بالمصداقية وروح العمل، وتبقى في اتصال دائم مع المركز
3_ فتح نقاش مستمر بين الزجالين كأرضية تعمل على إبراز بعض الأدوات النقدية أوبالأحرى التقويمية لتجاربنا لكي لا تنحصر فقط في الإعجاب أو عدمه بشكل من الأشكال.كما هو ملاحظ في المواقع أو الجمعيات...تنشر وتنتظر كم من الإعجاب؟ هذا حق القارئ عليك..لكن حقنا فيما بيننا قراءة وقراءة ما ينشر، لكي نؤسس إلى مصالحة ذاتية على مستوى الإبداع في شكلها الموضوعي إيمانا بالنقد والنقد الذاتي، بعيدا عن الصراعات المجانية لإنجاح هذه التجربة... مجهوداتكم جبارة.... والله ولي التوفيق.
أحمد السالمي خريبكة في: 20/08/2013